مقام الأنبياء
واحدة من أهم النعم التي منّ الله بها على البشرية أن بعث فيهم أنبياء ومرسلين مبشرين
ومنذرين، فكانوا السبيل إلى الله والطريق المستقيم وحبل الله المتين الذي أمرنا أن نتمسك به، فهم عباده الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
أن جميع الأنبياء نالوا الكرامات وأرفع الدرجات كلاً حسب قدره ومقامه عند الله. ومع إنهم فضلوا على الناس جميعاً إلا أن بعضهم قد فضل على البعض الآخر في ميزان التفضيل الإلهي، قال تعالى:
تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ.
التفضيل الإلهي
التفضيل سنة الله في خلقه، يفضل من يشاء من عباده و يعطي من يشاء بغير حساب فهو الحكيم الخبير.
وقد جاء التفضيل الإلهي بطرق مختلفة، منه ما يخص الأنبياء سواء تفضيلهم على سائر الناس من جهة او تفضل بعضهم على بعض من جهة أخرى.
وأيضا جاء التفضيل لأشخاص معينين، أو تفضيل ذرية دون غيرها، أو تفضيل آل معينون على غيرهم، أو تفضيل أحدى النساء على سائر نساء العالمين، لذلك فقد كرم الله بني آدم و فضل بني إسرائيل واصطفى آل إبراهيم وآل عمران على العالمين وأول مثال نأخذه على ذلك التكريم والتفضيل الإلهي نجده في نبي الله إبراهيم الذي نال مقام الإمامة على الناس جميعاً.
مقام الإمامة
قال تعالى:
وَٱذۡكُرۡ عِبَٰدَنَآ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ أُوْلِي ٱلۡأَيۡدِي وَٱلۡأَبۡصَٰرِ إِنَّآ أَخۡلَصۡنَٰهُم بِخَالِصَةٖ ذِكۡرَى ٱلدَّارِ وَإِنَّهُمۡ عِندَنَا لَمِنَ ٱلۡمُصۡطَفَيۡنَ ٱلۡأَخۡيَارِ
الإمام هو الطريق وقائد الناس ودليلهم سواء كان في الخير والهدى أو في الشر والضلال.
وقد ذُكرت الإمامة في القرآن لصنفين مختلفين تماماً؛ إمامة هدى وإمامة ضلالة، قال تعالى في وصف أئمة الكفر:
وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ
وهؤلاء الذين أشربوا في قلوبهم الكفر والضلال كان حتماً أن يجعلهم الله طريقاً الى النار هم ومن تبعهم من الناس، لأجل هذا جعلهم الله سبحانه أئمة يدعون إلى النار، قال تعالى:
وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَئِمَّةٗ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا يُنصَرُونَ
في المقابل كان هناك من يدعو إلى الله في السر والعلن وفي السراء والضراء ولعل أهم من أخذ ذلك الدور العظيم في تبليغ الناس وهدايتهم وتحمل الكثير من الأذى في سبيل مرضاة الله هو النبي إبراهيم خليل الله والذي فضله الله وجعله للناس قائداً وإماما، قال تعالى:
وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٖ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامٗاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِيۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّٰلِمِينَ
وقد حظيت ذرية إبراهيم بذلك الشرف الرفيع والمكانة العظيمة في قيادة الناس نحو مرضاة الله سبحانه فكان منهم أئمة يدعون إلى الله وأوحى إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد تمثلت تلك الخصال والصفات في إسحاق ويعقوب الذين جعلهم الله أئمة للخير والهدى، قال تعالى:
وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ نَافِلَةٗۖ وَكُلّٗا جَعَلۡنَا صَٰلِحِينَ وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِمۡ فِعۡلَ ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَوٰةِۖ وَكَانُواْ لَنَا عَٰبِدِينَ
مقام الكتاب والحكمة
حظي آل إبراهيم بذلك الفضل الإلهي وآتاهم الكتاب والحكمة وآتاهم ملكاً عظيما، وهذا ما أكدت عليه الآية المباركة:
أَمۡ يَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۖ فَقَدۡ ءَاتَيۡنَآ ءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَءَاتَيۡنَٰهُم مُّلۡكًا عَظِيمٗا
وفضل الله آل إبراهيم وآل عمران وآدم ونوح واصطفاهم على العالمين، قال تعالى:
إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحٗا وَءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمۡرَٰنَ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ
وأيضا ورد في القرآن الكريم تفضيل داود وسليمان أن جعلهم ملوك وخلفاء له في الأرض، آتاهم العلم والحكمة وسخر لهم الريح والجن والطير والجبال وعلمهم منطق الطير وآتاهم مما يشاء رحمة منه ، قال تعالى:
- يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلۡنَٰكَ خَلِيفَةٗ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱحۡكُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلۡهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ
- وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ مِنَّا فَضۡلٗاۖ يَٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُۥ وَٱلطَّيۡرَۖ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلۡحَدِيدَ
- فَفَهَّمۡنَٰهَا سُلَيۡمَٰنَۚ وَكُلًّا ءَاتَيۡنَا حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَسَخَّرۡنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلۡجِبَالَ يُسَبِّحۡنَ وَٱلطَّيۡرَۚ وَكُنَّا فَٰعِلِينَ
- وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ عِلۡمٗاۖ وَقَالَا ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّنۡ عِبَادِهِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
- وَوَرِثَ سُلَيۡمَٰنُ دَاوُۥدَۖ وَقَالَ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمۡنَا مَنطِقَ ٱلطَّيۡرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيۡءٍۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡمُبِينُ
- وَلِسُلَيۡمَٰنَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهۡرٞ وَرَوَاحُهَا شَهۡرٞۖ وَأَسَلۡنَا لَهُۥ عَيۡنَ ٱلۡقِطۡرِۖ وَمِنَ ٱلۡجِنِّ مَن يَعۡمَلُ بَيۡنَ يَدَيۡهِ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَمَن يَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ
مقام النبي موسى
للنبي موسى مقام خاص عند الله سبحانه وتعالى فهو أول نبي يكون رسولاً من الله ليبلغ كتابه ورسالته إلى الناس جميعا،
هو صفي الله وكليمه، وصاحب الألواح والفرقان، هو فالق البحر ومنقذ بني إسرائيل، هو من ألقى الله عليه محبة منه، وهو عند الله وجيهاً.
هو المخصوص لله سبحانه فهو كما وصفه الله ( واصطنعتك لنفسي)، قال تعالى:
- قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنِّي ٱصۡطَفَيۡتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَٰلَٰتِي وَبِكَلَٰمِي فَخُذۡ مَآ ءَاتَيۡتُكَ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ
- وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا
- وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِي
- وَأَلۡقَيۡتُ عَلَيۡكَ مَحَبَّةٗ مِّنِّي وَلِتُصۡنَعَ عَلَىٰ عَيۡنِيٓ
- وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا
- يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ ءَاذَوۡاْ مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْۚ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهٗا
خاتمة الحديث
وخاتمة الحديث مع سيدة النساء مريم بنت عمران وولديها صاحب القدر الرفيع والمكانة العظيمة السيد المسيح عيسى ابن مريم وأفضل ما نذكره عنهما هو ما ذكره القرآن الكريم لنا في بيان فضلهم ومكانتهم عند الله سبحانه.
السيدة مريم بنت عمران
نبذة مختصرة عن مقام السيدة الطاهرة مريم بنت عمران في القرآن الكريم.
لم يقتصر التفضيل عند الله للأنبياء فقط بل شمل النساء أيضا، ولعل أوضح صورة عن ذلك التفضيل هو ما يخص السيدة الطاهرة مريم بنت عمران سلام الله عليها.
فقد نالت من فضل الله ورحمته مقاماً لا يناله غيرها من النساء جميعا.
فمنذ ولادتها المباركة وقد رافقتها بركة الله وكرمه عليها، خلقها وأنبتها نبات حسن، رزقها من حيث تعلم ومن حيث لا تعلم رزقاً تعجب له حتى نبي الله زكريا، قال تعالى:
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٖ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنٗا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ قَالَ يَٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ
فضلها الله وجعلها آية للناس واصطفاها على نساء العالمين من دون استثناء، فليس هناك امرأة على وجه الأرض لها الحق بذلك التفضيل والاصطفاء وبأنها سيدة نساء العالمين غير السيدة مريم بنت عمران.
قال تعالى:
وَإِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصۡطَفَىٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلۡعَٰلَمِينَ
نفخ الله فيها من روحه المقدسة فطهرها من الرجس تطهيرا، فصدقت بكلماته وسعت لمرضاته سلام الله عليها، قال تعالى:
- وَمَرۡيَمَ ٱبۡنَتَ عِمۡرَٰنَ ٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتۡ بِكَلِمَٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَٰنِتِينَ
- وَٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلۡنَٰهَا وَٱبۡنَهَآ ءَايَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ
مقام السيد المسيح
عيسى ابن مريم وما أدراك ما عيسى ، عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم، هو المبارك أينما حل وأينما كان، هو كلمة الله وروحاً منه، هو معلم الناس الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، هو المؤيد بروح القدس وصاحب المقام المحمود.قال تعالى:
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا
آتاه الله ما لم يؤت أحداً غيره من الناس جميعا، آتاه علم الكتاب وعلمه الحكمة والتوراة والإنجيل، كلم الناس في المهد وكان من المقربين، هو الشجرة المباركة ودعوة إبراهيم.
هو الكهل والوجيه عند الله في الدنيا والآخرة ومن المقربين، قال تعالى:
إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٖ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ وَجِيهٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ
آتاه الله سبعاً من المثاني والتي لم يؤتها أحداً غيره من الأنبياء والمرسلين، قال تعالى:
إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱذۡكُرۡ نِعۡمَتِي عَلَيۡكَ وَعَلَىٰ وَٰلِدَتِكَ
1. إِذۡ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ
2. تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِ
3. وَكَهۡلٗاۖ
4. وَإِذۡ عَلَّمۡتُكَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَۖ
5. وَإِذۡ تَخۡلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيۡـَٔةِ ٱلطَّيۡرِ بِإِذۡنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيۡرَۢا بِإِذۡنِيۖ
6. وَتُبۡرِئُ ٱلۡأَكۡمَهَ وَٱلۡأَبۡرَصَ بِإِذۡنِيۖ
7. وَإِذۡ تُخۡرِجُ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِيۖ
وَإِذۡ كَفَفۡتُ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَنكَ إِذۡ جِئۡتَهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٞ.
بعثه الله مصدق للتوراة و رحمة للعالمين، رسولاً وقائداً وبشيراً ونذيرا. ويكفيه منزلة أن كل البشر قد وكلّ عليهم ملك الموت لقبض أرواحهم إلا هو سلام الله عليه قد تكفل الله به، حتى أذا ما توفاه الله رفعه إليه بقربه وجواره. والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا،
ذَٰلِكَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ قَوۡلَ ٱلۡحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمۡتَرُونَ.
